الجزائر تحتفي بفيلم مغربي
السينما, مهرجان
8,370 زيارة
من رُفوف النسيان فتح المخرج المغربي عز العرب العلوي جروح مرحلة سنوات الرصاص، ليترك بصمة بارزة في السينما العربية من خلال فيلمه السينمائي “كليكس.. دوار البوم”.
رؤية عميقة ومتوازنة أقنعت لجنة تحكيم مهرجان “وهران الدولي للفيلم العربي” في دورته الحادية عشرة، ليحصد الفيلم جائزة أفضل إخراج واكبته الصحافة الجزائرية عن قرب، وقالت عنه: “المخرج خلط حسابات المخرجين، ورفع سقف التحدي عاليا على مستوى جرأة الموضوع والتقنية والإبهار البصري، وفتح جروح مرحلة “سنوات الرصاص” بالمغرب ثم ضمدتها برؤية عميقة ومتوازنة”.
جدل فنّي نقدي وآخر سياسي أثاره الفيلم، الذي تنافس على جائزة المهرجان، إذ اقتضى الاختيار الفني للمخرج قتل الواقعية في الفيلم بتفادي تعيين موطن جغرافي للأحداث وتغييب الاسم المعروف للسجن، وأطلق على القرية “دوار البوم”، كناية عن لعنة جماعية تلف ساكنة منسية معزولة تفاقمت مأساتها مع إعلاء سور السجن بمحاذاتها، ما جعل حياتها تمر في التناوب على حراسة سجن يربطه بالدوار جسر معلق في الهواء.
ووصفت الصحافة الجزائرية فيلم العلوي، الذي حظي بدعم المركز السينمائي والمغربي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بـ”التحفة البصرية” التّي كسرت جدار الصمت عن موضوع مغربي حساس، ونبشت في الماضي دون تعميق الجرح، مع التسلح بالرمزية لتصوير تداعيات العنف.
وعلق العلوي على دعم الدولة المغربية للفيلم قائلا: “هذا الدعم الذي حظي به الفيلم من طرف المركز السينمائي المغربي، وإشراف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، دليل على جرأة الدولة في تعاطيها ملف حقوق الإنسان، ونيتها الحقيقية طي صفحة الانتهاكات”.و عن تتويج فيلمهقال: “إحساسي في غاية الروعة..اجتهدت في هذا الفيلم لمدة سنوات، وكان الهدف صناعة فيلم يقدم إضافة نوعية للسينما المغربية، والحمد لله أنّي استطعت التوفق في ذلك”.